مناسك الحج

يشير مصطلح الحج شرعًا زيارة بيت الله الحرام في مكة بقصد ممارسةِ مناسك الحج المشروعة، وهي الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، أما الحج لغةً؛ فهي الزيارة أو التوجه أو القصد، ويفرض الإسلام على كل مسلم ينوي أداء الحج توفر عدةِ شروط، وهي العقلانية والبلوغ والإسلام والاستطاعة، كما أن هناك بعض المستحبات الواجب القيام بها قبل البدء بالحج ومنها تقليم الأظار ونتف شعر العانة وغيرها، وفي هذا المقال سيتم التعرف على كيفية أداء مناسك الحج بالتفصيل وفقًا للإمام ابن باز.

اقرأ أيضًا:

كيفية أداء مناسك الحج بالتفصيل

فيما يلي تفاصيل أداء مناسك الحج بالتفصيل وفقًا لما وضحه مفتي عام المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن باز، وهي:

الوصول إلى الميقات:

يعتبر الميقات أول موضع يصل إليه المعتمر قبل البدءِ بمناسك الحج، وهناك يستوجب الأمر الاغتسال والتطهر إعلانًا لبدء أداء مناسك الحج وشعائرها، ويشار إلى أن ذلك ينطبق على المرأة سواء كانت طاهرة أو حائضًا أو نفساء؛ إلا أن الأمر يختلف بعدم الطواف في البيت في حال الحيض أو النفاس حتى أوان وقت الغسل والطهارة من النجاسة، أما فيما يتعلق بالرجل، فيجب أن يتطيب بعد الاغتسال، ويشترط الاغتسال قبل الطواف سواء كان ذلك في الميقات أو

الإحرام

• ارتداء ملابس الإحرام، حيث يقلع الرجل ملابسه المخيطة جميعها ويرتدي ملابس الإحرام باللون الأبيض.
• إحرام الأنثى بالملابس العادية دون أي تغيير في ماهية الملابس، ويشترط خلوها من الزينة والشهرة والتفصيل لمعالم البدن.

النية

• عقد النية في القلب واللفظ بقول: “لبيك حج” كما يمكن القول “اللهم لبيك حج”، من أهم شروط مناسك الحج.
• جواز قول “فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، وذلك في حالة الخوف من عدم إتمام المناسك لمرض أو خوف من عدو وغيرها من الموانع.

التلبية

• البدء بالتلبية، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبي بقول : “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ويستمبر بالتلبية حتى بلوغ الكعبة المشرفة.
• التيامن عند الدخول إلى المسجد الحرام، وذلك بتقديم القدم اليمنى على اليسرى في الدخول، وقول :”بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك”.
• التوقف عن التلبية عند بلوغ البيت الحرام، والتوجه صوب الحجر الأسود واستقباله بالجهة اليمنى للمسلم، مع قول :”بسم الله والله أكبر”.
• تقبيل الحجر الأسود في حال إمكانية ذلك، إلا أنه في حال عدم إتيان الفرصة لا يعتبر فاقدًا لأحد مناسك الحج بتاتًا.

الطواف حول الكعبة

• البدء بالطواف، يطوف المسلم سبعة أشواط؛ ويشترط أن يكون الحجر الأسود على يسار المسلم خلال ذلك.
• جعل الركن اليماني بالجهة اليمنى بالنسبةِ للمعتمر، مع قول “بسم الله الله أكبر”.
• إمكانية الاكتفاء بالإشارةِ للحجر الأسود دون تقبيله، وذلك في حال وجود ازدحام يحول دون تقبيله.
• استحباب الإسراع بالمشي خلال الطواف، ومن الممكن أيضًا الاضطباع.
• الإكثار من التذلل والدعاء والتكبير وذكر الله عز وجل.
• قول “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة” بين الأشواط.

استلام الحجر الأسود

يُنهي المعتمر طوافه ويختتمه بتقبيل الحجر الأسود ولمسه إن أمكن، ومن ثم يرتدي المعتمر ردائه بحيث يصبح مغطيًا لصدره وكتفيه.

صلاة ركعتين

يؤدي المعتمر ركعتين خلف المقام بعد الإنتهاء من الطواف، وفي حال عدم توفر حيزًا في هذه البقعة؛ فيتاح للمسلم أداء الركعتين من ضمن مناسك الحج في أي موضع من مواضع المسجد الحرام، ويتم في هذه الركعات قراءة سورة الفاتحة أولًا؛ فلا صلاة دون فاتحة، ومن ثم تلاوةِ سورة الكافرون، وذلك بالركعة الأولى، أما في الركعة الثانية؛ فيقرأ المسلم سورة الفاتحة و “قل هو الله أحد”، ثم التوجه نحو الحجر الأسود بعد السلام من الركعتين، ولا بد من التنويه إلى أنه من الممكن قراءة خلاف هذه السور القصيرة؛ إلا أنه من الأفضل.

الخروج إلى الصفا والمروة

توجه المسلم إلى الصفا؛ فيرقاه، ويستوجب الرقي وقراءة قوله تعالى :”إن الصفا والمروة من شعائر الله” صدق الله العظيم، ومن المستحبات أيضًا استقبال القبلة والتوجه إليه، ثم الإكثار من حمد الله وتكبيره، ويردد المسلم في هذا الموضع قول :”لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده”، ثم يرفع المسلم كفيه داعيًا الخالق عز وجل بما تيسر له مع التكرار والإلحاح ثلاث مرات، ويكمل ما يأتي من مناسك الحج في الإسلام:

• الاتجاه نحو المروة وبلوغ العلم الأول، فيبدأ المسلم بالإسراعِ بالمشي بغية الوصول إلى العلم الثاني، ويشار إلى أن ذلك ينطبق على الرجل فقط؛ أما المرأة فلا يستوجب عليها الإسراع، بمعنى أدق لا يُشرع لها ذلك باعتبارها عورة، ويبدأ برقي المروة والوقوف عندها وإعادة ما قام به عند الصفا، ويستمر بمشيه مسرعًا نحو الصفا ذهابًا وإيابًا سبع مرات.
• الإكثار من الذكر والدعاء خلال السعي بين الصفا والمروة، ويشترط الطهارة التامة من الحدثين الأصغر والأكبر.
• التحلل من الإحرام، وذلك بقص الشعر أو تقصيره بالنسبة للرجل، ويشار إلى أن التقصير هو الأفضل في حال البقاء لموسم الحج؛ وذلك ليقدم على الحلق في الحج، أما المرأة فتأخذ مقدار أنملة أو ما دونها لقصه، وبذلك يكون التحلل من الأحرام.

بالفيديو: كيفية أداء مناسك الحج